خاضت إيران و مجموعة 1 + 5 مفاوضات صعبة لإجتياز المأزق الذي ينتهي عادة بفرض عقوبات أممية و أخرى تقرها الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها بشكل إحادي الجانب.
وتطالب الدول الست وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا ايران بالحد من انشطتها النووية ووقف تخصيب اليورانيوم الى مستويات تقربها من امتلاك المواد اللازمة لتصنيع قنبلة نووية.
وذكر دبلوماسي أميركي أن المحادثات كانت " صريحة و واضحة " وأكد علي باقري مساعد رئيس الوفد الايراني ان الاجواء التي سادت المفاوضات في الدور الاول كانت " غير إيجابية ".
وبدأت المفاوضات التي توقفت الى أكثر من 15 شهرا في إبريل الماضي في اسطنبول و استمرت في بغداد و أجرى الجانبان الدور الثالث لهذه الجولة في موسكو التي تقيم علاقات وطيدة مع ايران لكنها ضمت صوتها الى القوى الكبرى في القرارات الاممية الاربعة التي تضمنت فرض مزيد من العقوبات على إيران.
وبينما خاض الجانبان المفاوضات خلف الأبواب المغلقة ظهر مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي في مناسبة دينية وجدد عزم بلاده على المضي بمشروعها النووي قائلا:" التغطرس والتوقعات غير المناسبة من إيران لم تصل الى نتيجة."
واضاف خامنئي الذي له كلمة الفصل في الموضوع النووي " النصر أمام الاعداء يحتاج إلى الجهاد والصبر.. محاولات جميع المتكبرين لإبعاد ايران من الساحة ستفشل لامحالة."
من جانب آخر ذكر مساعد المستشار الامني للبيت الابيض بن رودز أن الجانبين طرحا وجهات نظرهما بشكل صريح و طالبت القوى العظمى ايران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% و نقل مخزونها من اليورانيوم الى الخارج و وقف نشاطها في منشآت فردو جنوبي طهران.
واوضح سرجي ريباكوف ممثل روسيا في المفاوضات أن الجانبين لهما مواقف متناقضة و معقدة و من الصعب الوصول الى توافق بينهما.
وشدد الجانب الغربي على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة عالية و إغلاق منشآت فردو و أصرت ايران على ان التخصيب من حقوقها الطبيعية.
واوضح علي باقري:" اكدنا للجانب الغربي بان احالة الملف النووي الى مجلس الامن و القرارت القاضية بفرض عقوبات على ايران لايستندان الى صيغة قانونية."
وتنتهج القوى العظمى سياسة " العصى والجزرة " في المفاوضات النووية حيث تقدم كل مرة محفزات إقتصادية وسياسية لها مقابل وقف تخصيب اليورانيوم و كلما رفضت طهران المطالب واجهت عقوبات دولية.
وخضعت إيران الى العصى الغربية أربعة مرات و لم تقترب من الجزرة وتقول أن العقوبات لم تترك أي تاثير عليها لكن البلد شهد خلال السنوات الماضية أزمة اقتصادية مستعصية تمثل بالتضخم الواسع وهبوط العملة الوطنية أمام العملات الاخرى.
ويتوقع أن تشهد ايران موجة أخرى من القضايا الاقتصادية بعد تنفيذ القرارالاوروبي بوقف استيراد النفط من ايران في 11 يوليو القادم.
وتراهن ايران على إرغام الدول المختلفة بالغاء العقوبات عليها بسبب ارتفاع أسعار النفط بعد توقف استيراد النفط منها لكن الدول المنتجة للنفط أعربت عن استعدادها لسد احتياجات الدول المختلفة في هذا المجال.
وفشل المفاوضات النووية بين إيران و مجموعة 1 + 5 يؤدي الى تعقيد القضية التي تشكل مصدر وجع رأس للقوى الغربية و الاقليمية وسط تهديدات اسرائيلية بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية وتأكيد الولايات المتحدة الاميريكة على أن الخيار العسكري لم يسحب بعد من طاولة صناع القرار في واشنطن.